السبت، 30 أبريل 2011

انكسار

بعد كل الصبر هذا..
أتراه اليسر آتْ..
أتراها اليوم شمسي..،
لم يعد يجدي صراخ الليل فيها،
وهبوب الظلمات...
أترى موجي يرقُّ..
فيلين الصخر عندي،

وأرى شطي يزين..
بآلاف الصدفات

يا أنيني ..
لا تقل إني نسيتك..
بعد كل الجزر هذا ...
أتراه المد آت...؟

تونس/جويلية 2004.

أجنحة الرفض المطلق

قد صارت تُرهبُني الكَلماتْ..
ترميني خلفَ
دياجي الصمت المطبقِ..،
كالصلواتْ...
تنفيني في وجع الأشباهِ..
وتمضغني كفُتاتٍ من قاتْ..
قد صرت الغارق وحدي...
في بحرٍ من نزواتْ

أقتات على ظلم القربى..
وعلى حرفٍ..
قد باع قداستهُ،
هربًا من وجع الماضي..
وفرارا من تأنيب الآت..

قد صارت لي دنيايَ..،
البلبل فرّ..

النورس باع قداستهُ،
والبحر أضاع حنين شواطئهِ،
كي لا ينجب أسماكا..
تتسلى بمصيبتهِ..
وتزيد النكبة للنكباتْ..
كي يمحوا خارطة الداءِ...
ويجري عكس سفينتهِ،
فيجاوز شأن الماءِ...
ويرقى للسمواتْ،
كي يغسلَ...

بعضا من أدران القلب التائهِ،
بالعبرات..

قد صار الحائط منفايَ..
المأتم كل مساء أحظُره...
كي أبحث عن وجهي المفقود هنالك،
في الظلمات...
أتمايل فوق بحار لا ترحمْ
أتساءلُ

عن أزهارٍ...
ضاعت في الفلوات..
أتساءلُ...
ما جدوى الحب الموءود...؛
على الطرقات..
أتساءل...
ما معنى أن يحيا الناس..
بلا معنى... وبلا ذات،

عن معنى خارطةٍ..
قد ضيَّعها جيلٌ...
لا يفهم أن الكِلْمة لا تكفي..،
كي تبنيََ وطنًا..
لا تسقطُه الطعنات.

قد صرت شهيدًا...
أفضح نفسي...،
أحيا في عصر للخذلان...
فأغيّر لون دمي..
في كل صباح يستهويني...
أو في كل مساءْ..،
أتماوت في صمتٍ..
أحيا كجميع الناسِ...،
بلا هدفٍ..

كبلاد تسبح في الفوضى،
وتحارب كل ضياءْ..
أتذوق أجنحة الرفض المطلق..
وأذوب..
لأزهرَ..
بعد فصول الداء...،

قد صرت شهيدا...

أفضح نفسي،
أعلنت بأنّي لن أكتب شيئا..
فأنا قطّعت جميع كراريسي..
ورميت بعيدا محبرتي..
وأنا أغلقتُ مدائن شعري..،
وركبت أعنَّة طوفاني..
وحملت الحرف الخائف...
من صحو الزيف..
ومن خُدَع الماء..

باتنة/مارس 2002.

الأغنية

أوّل الأغنيهْ ...؛
لم يكنْ في الهوى وحدهُ...
كانت الأمسيه؛
والزقاق الذي أحرقوا وردهُ...
كانت الأحجيه؛
أنه لم يبع دمهُ..
لم يبع (حيزيه)،
أو يشوب الثرى خدّهُ..

لم يكنْ خائنا جدّنا..
كان مثل الذين مضوا قبلهُ؛
يكتوي باللهيب الذي
يرتوي بالدما.. وَلَهُ..
يحتمي بالطيور التي..
عشها.. حلمها.. حقلهُ
جدنا لم يبع أرضهُ؛
حينما صادروا منجلهْ
جدنا ما حنا ظَهْرَهُ

حينما ضيّقوا مسلكهْ
جدنا ما رأى أعين الغاصبينَ
الذين محوا بالتراب الدماءْ
ما رأى طلقة النار تقضي
على الحلم في أرضهِ .. في السماءْ
جدنا لم يذق سكرة الموتِ
في غربة قاتله
تبعث الحزن في صدره والأنينْ

ما رأى طائر البينِ..
في حقله ناعقا..
منذرا بالخراب اللعينْ
جدّنا..
مثل كل المحبين كانْ
أمةٌ غيّرت بالهوى
وجه هذا الزمانْ

ثم هذا الصباح الحزينْ،
والتواشيح والأسئله؛
صاحت السنبله...
جدنا: أشتهي أنني أرسمكْ
صاحت الطير في أرضهِ...
جدنا: أشتهي أنني أحلمكْ
صاحت القرية التائهه...
جدنا: أشتهي أنني أعشقكْ

ثم هذا المساء الحزينْ
والتواشيح والأسئله
قالت السنبله...
أشتهي أنني أرسمه
لوحة خالدة..،
ما لها من نظيرْ
قالت الطير في أرضهِ...
أشتهي أنني أحلمهْ

باقة للشذا والعبيرْ
قالت القرية التائهة...
أشتهي أنني أعشقه
خالدا وحدهُ لا يضيرْ

آخر الأغنيه
جدنا لم يكن خنجرا للبكاءْ
- أعلنت جدتي (حيزيه) -
لم يكن شوكة في دم الشهداءْ
جدنا – صاحت السنبله –
آخر الأنبياء.


العاصمة/جانفي 2004.

شهقة الانعتاق الأخير

وتظل تهرب من فمي كلماتي... وروائع النبض المذاب بذاتـي..
ويظـل ينكسر الجمال بأضلعي وأظل أنثر في اللقـا عبراتـي..
ما عدت أهوى في النجوم بريقها
ماذا أقول إذا بكت كلماتـي؟!
ماذا أقول وكل ما أبغـي انتهى
وتحطمت مثل الزجاج حياتي..؟!
ما الحب؛ إن ما عاد في إشراقه مجرى الوجود وقبسـة الفلوات

ما الشعر؛ إن ما عاد في كلماته
حلم الورى وروائـع القبسات
يـا أيها الظمـأ المسافر في دمي يا حُرْقتي... وجعي... ويا أنَّاتي
ها أنت تعلم أن حلميَ بـاسل وبسـالتي مـن قمَّة الأزمـات
كم مـن كلام ضائع متشـرد
قـد راودتـه على الحياة دواتي
كم كِلْمة من روحي قافيتي بكت
كم دمْعـة ماتت علـى قبلاتي

ورويـت ألف قصيدة وقصيدة؛
بمشـاعري.. فتمردت أبيـاتي
وسمعت صوت البحر يشكو موجه
وقرأت حيرتـه على الصدفات
* * *
ويجيئني صوت الوجود بداخلي
يمحو سطور الحزن فـي أناتـي
كن مستحيلا؛ كامنـا متـأصلا
أو ممكننـا يجري مـع الحقبات
كن ما أردت ؛حديقة أو جدولا
أو زهرة مـن أجمل الـزهرات

وامحو بشعرك حزن قلبك تنتهي
أنقاض وهمك فـي الزمان الآتي
* * *
حين الصباح تكـونت غيماته
ظمـأ المساء فأمطرت غيمـاتي
وأحالنـي وجع القصيدة بسمة
تسمو على وجع القصيد بذاتي
فمن الحياة؛ اليأس يرفض يـأسهُ
ويقوم مثـل روائع الكلمـات

باتنة/أفريل 2001

سفرية الذات

أبكي لبكائهْ...
أجعل من طفلٍ وطنا...
طفلٍ..؛
لا يعرف إلا ثدييْ أُمّهْ..
وصوت أبيه..
إذا ما مر هنا.
طفلٍ..
لا دمية تشغله..
يستصغر كل الأشياءِ...
ولديه تساوت أزمنة..؛
إلا زمنَا...؛
حين الأمطار تبللّهُ...
يبكي يا (ماما)..
يجري صوب أبيه...

لا يعرف من رجل غيرهْ
يحنو...
يقسو...
يبكي لبكائه...
يستصرخ أمه علنا
يعطيه أواسط أفئدته..،
وجميع نواحيه..
كل دروبه..
يحضنُه..،
يفديهِ بمهجته...
أو يجعله دوما وطنا..

باتنة / ديسمبر 1999.

بداية


الآن فقط..
سأقول الشعر لكي أحيا..
سأقول الشعر لكي أُزهرْ..
الآن فقط..
سأقول الشعر برغم الرغمْ..؛
برغم الظُلْمة والخنجر..
الآن…
تركت الحرف يقاسمني..؛
ذاتي...، طرفات الليل..،
ألمي المكنونَ..، وما أستُر..
وأضأت روائع أشعاري..
من غربة بدري الجاثم في ليلي؛
من قيسٍ..؛


من عبلةَ..،
من عنترْ..
سأظل أسائلهُ...
عن معنى الحبِ،
فبعض الحب به أكبُرْ..
أحكي لصغار الحي مناهلهُ..
أعطي لسمائي
كي تمطرْ
الآن فقط..
أدركت صفاء سرائرنا..
أدركت حقيقة أن نشعر...

الإسكندرية / أوت 2002.